آخر الأخبار

حقيقة قافلة الصمود

حقيقة قافلة الصمود

أثارت قافلة الصمود المغاربية التي انطلقت من تونس بعد انضمام قافلة من الجزائر مرورًا بليبيا في طريقها إلى معبر رفح جدلًا واسعًا، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي، ليخرج بعدها بيان رسمي من وزارة الخارجية المصرية يوضح حقيقة الموقف وينهي حالة الغموض والجدل. فما القصة؟

تساؤلات حول دوافع القافلة وتوقيتها

توقيت القافلة يأتي بعد أشهر من تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وسط حملة تضامن شعبي عربي واسعة. ويربط البعض توقيت القافلة بمحاولة استثمار الزخم الشعبي وتحويله إلى ضغط سياسي على الأنظمة.

وبدأت حكاية القافلة حين انطلقت من العاصمة التونسية حاملة رسالتها التضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحت شعار "كسر الحصار" حسب ما أعلن المشاركون في القافلة.

وضمّت القافلة قرابة 1500 ناشط من المجتمع المدني وحقوقيين من تونس، إلى جانب نحو 200 شخص من الجزائر، الذين شددوا على أن مشاركتهم جاءت بدافع إنساني خالص لا يقتصر على واجب قومي أو ديني.

قافلة الصمود تفضح الواقع العربي

قافلة الصمود تفضح الواقع العربي الرسمي بكل ما فيه من تناقضات: أنظمة ترفض السماح بالمرور بحجة السيادة وتغلق المعابر بحجة الأمن القومي، بينما الأمن الحقيقي يُنتهك في كل لحظة تُقصف فيها غزة.

هناك من يحاول تصوير هذه القافلة على أنها رمزية أو هامشية، لكنها في الواقع تعبّر عن الشعب، عن الضمير الحي. كل حافلة فيها تحمل معنى، كل كيس دواء هو صفعة على وجه المتاجرين بالقضية، وكل خطوة نحو المعبر هي إنكار لواقع الجبن العربي الرسمي.

الموقف المصري

أما الموقف المصري، فلا شك أنه سيبقى تحت مجهر التاريخ: إما أن ينحاز لصوت الشعوب أو يتماهى مع حصار الكيان الإسرائيلي.

وعبر بيان رسمي، شددت الخارجية المصرية على أن تنظيم الدخول إلى أراضي الدولة يتم وفقًا لقواعد وضوابط قانونية وأمنية محددة تشمل الحصول على الموافقات اللازمة عبر القنوات الدبلوماسية المعتمدة.

ردود الفعل ودلالات المبادرة

ومهما كان رد الفعل، فإن القافلة كشفت عن الوجه الحقيقي لكل طرف، ووضعت الشعوب في قلب الفعل لا في هامش المراقبة.

أما الكيان الإسرائيلي، فقد أظهر خوفه من مثل هذه المبادرات لأنها تهدده رمزيًا، ولأنها تذكّر بما يسمى بالضمير العربي، وبأن الحصار مهما طال، فإن الإرادة أطول نفسًا.

خلاصة المشهد

قافلة الصمود التي بدأت كتحرك شعبي لمساندة غزة، يتجدد الجدل حولها بين من يرى فيها رمزًا إنسانيًا نقيًا، وبين من يخشى استغلال القضايا الإنسانية لأغراض سياسية. لكنها تبقى شاهدًا على حدود الدعم الشعبي حين يتحول إلى أداة ضغط في سياق إقليمي بالغ التعقيد.

Post a Comment

أحدث أقدم

p3

p2