بعد وقف إطلاق النار مع إيران: نحو شرق أوسط جديد؟
جاء وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد أسابيع من التصعيد العسكري، ليفتح بابًا واسعاً للتساؤلات حول ما هو قادم في المنطقة. فرغم أن الهدنة تبدو في ظاهرها فرصة للتهدئة، إلا أن مؤشرات سياسية وإعلامية من واشنطن وتل أبيب تلمّح إلى أن "الهدف الكبير المقبل" قد بدأ يتشكل: شرق أوسط جديد.
أبرز النقاط التي توضح هذا التحول:
- التهدئة ليست نهاية الصراع: وقف النار مع إيران لا يعني نهاية المواجهة، بل تحوّلها من عسكرية إلى استراتيجية، حيث تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة عبر تحالفات جديدة.
- تحركات دبلوماسية لافتة: بعد الهدنة، تكثفّت الزيارات واللقاءات بين قادة إسرائيل ودول عربية وغربية، في إطار إعادة تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية.
- التركيز على غزة ولبنان: بعد تحييد الجبهة الإيرانية مؤقتاً، يبدو أن إسرائيل تركز جهودها على إنهاء حالة المقاومة في غزة وتحجيم حزب الله في لبنان، في إطار "ترتيب البيت الداخلي" للمنطقة.
- الحديث عن "شرق أوسط جديد": هذه العبارة التي تعود للظهور من جديد، تُستخدم كمؤشر على مشاريع سياسية واقتصادية تهدف لتكريس نفوذ إسرائيلي أمريكي في المنطقة، على حساب القوى الرافضة للتطبيع أو الانخراط في مشاريع واشنطن.
الهدنة بين إيران وإسرائيل ليست سوى محطة انتقالية في مشروع أوسع تقوده واشنطن وتل أبيب لإعادة تشكيل المنطقة. وبينما يُطرح شعار "شرق أوسط جديد" بلهجة ناعمة، فإن ملامحه تُرسم في كواليس السياسة والتوازنات العسكرية، بما يفرض على شعوب المنطقة وقواها الفاعلة الاستعداد لموجة جديدة من التحديات والتحولات.
إيمان حسين
إرسال تعليق