تحية وفاء للمرأة الجزائرية في ذكرى معركة تادليست
تمر اليوم سبعة وستون سنة على أحداث 28 سبتمبر 1958، التي خلدها التاريخ كصفحة ناصعة من تضحيات الشعب الجزائري، وبالأخص المرأة الجزائرية التي أثبتت مرة أخرى شجاعتها ووفاءها لقضية الوطن.
في ذلك اليوم، عاشت قرية تاندلست مأساة دموية إثر رفض سكانها المشاركة في الاستفتاء الذي نظمته السلطات الاستعمارية الفرنسية من أجل "الجزائر الفرنسية". كان قرار السكان صريحًا: الالتزام بتوجيهات جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني بمقاطعة الاستفتاء. قرار دفعوا ثمنه غاليًا بالدماء.
المعركة التي اندلعت حينها أسفرت عن استشهاد ستة من أبناء القرية، من بينهم أربع نساء وبطلان من الرجال، إلى جانب سبعة جرحى. مشهد بطولي يؤكد مرة أخرى أن المرأة الجزائرية لم تكن مجرد شاهدة على الثورة، بل كانت فاعلة في قلب المعركة، حاملةً للسلاح والإيمان بقضية الحرية.
لقد رفضت نساء تاندلست ومعهن شيوخ القرية وأطفالها أن يخضعوا لإرادة الاستعمار، ووقفوا في وجه آلة القمع الفرنسية بصدور عارية، ليسجلوا بدمائهم أروع صور الوفاء للوطن ولنداء نوفمبر.
واليوم، وفي الذكرى السابعة والستين، تستحضر تاندلست بكل فخر تلك التضحيات الجسام، وتعيد التأكيد على أن المرأة الجزائرية كانت ولا تزال رمزًا للصمود والإرادة، وأن دماء الشهيدات ستظل نبراسًا يضيء درب الأجيال نحو الحرية والكرامة.
إن إحياء هذه الذكرى هو بمثابة تجديد للعهد مع تاريخ صنعته دماء النساء والرجال معًا، تاريخ يثبت أن الجزائر ولّادة بالبطلات، وأن معركة تاندلست ستبقى محفورة في الذاكرة الوطنية كشهادة خالدة على تضحيات المرأة الجزائرية في سبيل استقلال الجزائر.
