وفاة ملكة التندي.. صوت الجنوب الذي لن يُنسى
الجزائر – في خبر حزين خيّم على عشاق الفن التارقي، توفيت أيقونة الطرب الصحراوي و"ملكة التندي"، الفنانة التي لطالما اعتُبرت رمزًا للأغنية الترقية العريقة، عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
الراحلة، التي ظل اسمها مرتبطًا بفن "التندي"، وهو نمط غنائي نسائي تقليدي يعكس الثقافة والأصالة التارقية، كانت أكثر من مجرد فنانة؛ كانت حافظة للتراث، وناطقة بصوت النساء الطوارق، وسفيرة موسيقى الجنوب الجزائري إلى العالم.
وقد توفيت بمستشفى محمد ندير بتيزي وزو، بعد صراع مرير مع المرض، حيث قضت أكثر من 15 يومًا تحت العناية المركزة، وسط محاولات الطاقم الطبي لمساعدتها على التعافي، لكن القدر كان أسرع.
عُرفت الراحلة بصوتها العذب، وإيقاعها المتناغم مع طبل التندي، حيث تغنّت بالحياة، والحب، والوطن، وكرامة الإنسان الصحراوي. ففن التندي، الذي يُؤدى تقليديًا في المناسبات الكبرى، يُعدّ من أقدم أشكال التعبير النسائي في مجتمعات الطوارق، وكانت هي من أبرز حافظاته ومجدداته.
وقد نعَت وزارة الثقافة الجزائرية الفنانة الراحلة في بيان رسمي، مشيدةً "بدورها الريادي في الحفاظ على التراث الشفهي للجنوب"، ومؤكدة أن "فقدانها لا يُعوّض، لكنه يفتح المجال لمواصلة مشوارها من قِبل الجيل الجديد".
كما عبّر فنانون ومثقفون عن حزنهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث غصّت الصفحات بصورها ولقطات من حفلاتها، مصحوبة بكلمات الرثاء والامتنان لما قدمته طوال مسيرتها الممتدة لعقود.
تُوارى "ملكة التندي" الثرى اليوم في مدينة تمنراست، في جنازة مهيبة، وسط حضور فني وشعبي كبير، وقلوب دامعة فقدت إحدى ركائزها.
برحيلها، طوى الجنوب صفحة مضيئة من تاريخه الموسيقي، لكنه سيبقى يُردّد صدى صوتها في ليالي الصحراء، كما كانت تُردده النساء حول نار التندي.
إرسال تعليق